Stock-Saudi-Skyline
لفت التحول السعودي انتباه كبار أصحاب رأس المال في وول ستريت - وأيضاً لاعبي الألعاب الإلكترونية على حد سواء. صورة من Shutterstock

في محاولة جريئة لتجاوز اعتمادها على النفط، أطلقت السعودية تجربة اقتصادية، مخصصة أكثر من 3.2 تريليون دولار لتحول شامل بحلول عام 2030. تُعرف بـ "رؤية 2030"، وتتصور السعودية التي لا تتأثر فقط بنهاية حتمية لعصر الوقود الأحفوري، بل تخرج كمركز عالمي رائد في التكنولوجيا الفائقة ووجهة مرغوبة للأعمال والترفيه.

الاعتماد على النفط والتنويع

اعترافاً بأهمية النفط، الذي لا يزال يمثل 40 في المئة من النشاط الاقتصادي و 70 في المئة من إيرادات الحكومة، قلصت السعودية إنتاجها رداً على المخاوف بشأن الطلب العالمي. ومع ذلك، تشمل الاستراتيجية طويلة الأمد جهوداً تنويعية عدوانية لمواجهة التهديد الذي تشكله المبادرات العالمية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. على الرغم من التحديات، تنمو الاقتصاد غير النفطي، مدفوعاً بالاستهلاك الفردي، والاستثمارات التجارية، ومبادرات حكومية.

تشمل رؤية 2030 مجموعة واسعة من المبادرات، بدءاً من استضافة أكبر مهرجان لموسيقى البوب في الشرق الأوسط وصولاً إلى المغامرة في إنتاج المركبات الكهربائية، ومشاريع المدن التي تعمل بالطاقة المتجددة، وتنويع صناعة النفط لتشمل البتروكيماويات. وإلى جانب التحولات الاقتصادية، تسعى رؤية 2030 إلى إحداث تغييرات اجتماعية. الهدف هو ضخ الحيوية وتحديث الأمة حيث يقل عمر أكثر من نصف الـ 36 مليون نسمة عن 35 عاماً.

طريق النجاح

تجذب الحملة الساحرة للسعودية القادة والشركات العالمية، كما يظهر نجاح الأحداث مثل مؤتمر "دافوس في الصحراء". تقوم الشركات الكبرى مثل سيتي جروب، بلاك روك، أوراكل، ومايكروسوفت بإجراء استثمارات كبيرة، مساهمة في النهضة الاقتصادية. ويعزز الروح الريادية المتنامية، مع قصص النجاح مثل نانا، الابتكار والتنويع.

على الرغم من الخلفية المتقلبة للسياسة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تبقى آفاق الاستثمار في السعودية قوية. قفز سوق الأسهم، الذي يتم تتبعه من خلال صندوق تداول على المؤشر، بنسبة 13 في المئة في العام الماضي، متجاوزاً الأسواق الناشئة عموماً. تشير هذه المرونة إلى الثقة في التحول الاقتصادي، جاذبةً شركات مثل بوينغ، أوراكل، وهيلتون وورلدوايد هولدينجز، بالإضافة إلى اهتمام متزايد من بنوك وول ستريت.

تتميز السعودية بسكان شبان متعلمين وموارد مالية كبيرة، مدفوعة بصندوق الثروة السيادية وعائدات النفط. توجه الاستثمارات نحو الصناعات الناشئة مثل التكنولوجيا النظيفة، البتروكيماويات، التعدين، النقل، واللوجستيات.

مبادرات بلا سابق

تعتبر مشروع رؤية 2030 الرائد، نيوم، وهي مدينة ومركز أعمال مستقبلي بتكلفة 500 مليار دولار، شهادة على التزام السعودية بالتنويع. تهدف الحكومة إلى تعزيز السعودية كوجهة سياحية فاخرة، بهدف أن يشكل السياحة 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. إطلاق خط طيران ثان والتوجه نحو الألعاب الإلكترونية يؤكدان على نهج المملكة في التحول الاقتصادي.

مع تقدم السعودية في الإصلاحات، لا يزال السوق في مرحلة النمو المبكرة. لا تزال القيود على الملكية الأجنبية والتعقيدات البيروقراطية قائمة، ولكن المسؤولين يستجيبون لمخاوف المستثمرين. توجد فرص وافرة، خاصة مع زيادة الوصول الأجنبي للشركات المحلية والدخل القابل للتصرف المتنامي.

تمثل رؤية السعودية 2030 تجربة اقتصادية بلا سابق، تحدي للأعراف السائدة للأمم التي تعتمد بشكل كبير على النفط. يأخذ المستثمرون العالميون والشركات علماً بها، مما يشير إلى تحول كبير في الديناميكيات الاقتصادية...