191013 His Highness Sheikh Mohammed Bin Rashid Al Maktoum protocol picture
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الصورة بإذن من: وام

دبي: قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبي، إن يوم الشهيد الذي يُلاحظ الآن للعام التاسع على التوالي، يقف كمنارة ساطعة تضيء الروح الجماعية للأمة.

وفي هذه المناسبة الجليلة في 30 نوفمبر، أكد الشيخ محمد أن يوم الشهيد يتجاوز مجرد الذكرى، ليصبح شهادة دائمة على الإرث الأزلي للإمارات من الشجاعة والتضحية والالتزام الدائم بشعبها.

وأكد أن هذا اليوم ليس مجرد لحظة عابرة وإنما إرث حي، متجذر بعمق في قلوب الإماراتيين، موفرًا منارة للإلهام للأجيال القادمة لتحتذي بأفعال شهدائنا الأنفس.

فيما يلي النص الكامل لخطابه:

"للعام التاسع على التوالي، نجتمع في هذا اليوم الهام لنحتفي بذكرى شهدائنا الكرام وعائلاتهم الكريمة. أصبح هذا اليوم منارة ساطعة في حياة بلادنا وشعبنا. هذا اليوم ليس مناسبة عابرة، وإنما ذكرى حية تعيش بيننا وتوفر لأجيالنا الناشئة قدوة حسنة في العطاء والوفاء والانتماء.

وعامًا بعد عام، سنستمر في الاحتفال بيوم الشهيد، محتفظين به في قلوبنا وذاكرتنا، ومدركين أن الذاكرة هي وعاء التاريخ، وأنه بدون الذاكرة يتلاشى الموروث ويضيع الهوية ويكتنف الغموض المستقبل.

هذا اليوم، الثلاثون من نوفمبر من كل عام، هو يوم لتعزيز التواصل بين أجيال الإماراتيين. أبناؤنا الشهداء هم أحفاد أسلافنا الذين تحملوا قسوة البيئة، لتلبية متطلبات الحياة على هذه الأرض، مجسدين أروع علامات الصمود والبناء والحفاظ على الذات والذاكرة. إن إرثنا المجيد يحدده التصدي والتغلب على التحديات.

شهداؤنا يحملون هذا الإرث الإماراتي، الذي حافظ عليه آباؤنا المؤسسون؛ رمز وطننا، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وحكام الإمارات السابقين. لقد غرسوا هذا الإرث في نفوس وعقول الأجيال الإماراتية المتعاقبة. تميزوا بشخصيتهم، وسخائهم، وأدائهم في كل موقع شغلوه، وفي كل مهمة واجهوها، وشهداؤنا كانوا نموذجهم المثالي، حيث أكدوا بدمائهم على جدارة هذا البصمة وفعاليتها في كافة جوانب حياتنا.

اليوم، في احتفالنا بشهدائنا، نحتفل أيضًا بقواتنا المسلحة الباسلة، التي اكتسبت قيم الولاء والانتماء والإخلاص والشجاعة والكرم. وقدموا مع زملائهم الضباط والجنود مثالاً على كفاءة تنفيذ المهام الموكلة إليهم، في ضمان حماية الوطن، وفي الاستعداد لمواجهة أي تهديدات تستهدف سيادته وإنجازاته وأمنه واستقراره.

يوم الشهيد هو يوم وطني بامتياز، ولهذا اليوم مكانة خاصة لعائلات الشهداء؛ الآباء والأمهات والأطفال والزوجات والإخوة والأقارب. أقول لهم مرة أخرى إن بلدكم وقيادتكم وشعبكم يقدرون تضحياتكم، ويُثمنون صبركم ورباطة جأشكم وعزيمتكم، التي تؤكد صدق إيمانكم بالقدر والمصير، وعمق انتمائكم الوطني. تضحيات أبنائكم تجسد أسمى معاني الولاء والانتماء. لقد أعطت تضحياتهم الكثير لأمتنا، وغيرت شبابنا وأجيالنا الصاعدة، وهو تغيير للأفضل.

أشكر الله على تمكين بلدنا من تكريم الشهداء، وإحياء ذكراهم في واحة الكرامة، وتكريم عائلاتهم بمبادرات أخي، فخامة الرئيس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أسس مكتبًا خاصًا للاهتمام بهم، وتوفير احتياجاتهم، ورعاية أطفالهم، بالإضافة إلى مبادرات إخواني أصحاب السمو المجلس الأعلى وحكام الإمارات.

لقد حاز شهداؤنا على أعظم تكريم بأنهم أحياء عند الله يبتهجون بما أعطاهم من فضله، وأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. نكرمهم بالحفاظ على ذاكرتهم، وغرس قيمهم في نفوس الشباب، جيلاً بعد جيل، وبتفاني الإماراتيين، رجالاً ونساءً، في موقعهم لخدمة بلدنا وشعبنا، وبالتزام بالصنعة والإخلاص في أداء الواجب، والحرص على إتقان حرفهم.

أسأل الله عز وجل أن يبارك هذا اليوم، وأن يؤيدنا ويهدي خطانا، وأن يحفظ وطننا وشعبنا، وأن يدوم علينا نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار."